لماذا نحفظ القرآن الكريم

بسم الله الرحمن الرحيم

حفظ القرآن الكريم: أعظم استثمار لحياتك ودنياك وآخرتك

الحمد لله الذي أنزل القرآن نورًا وهدى للعالمين، وجعل حفظه وتعليمه رفعة للمسلمين. فإن حفظ القرآن الكريم ليس مجرد إنجاز علمي أو عبادة عابرة، بل هو أعظم استثمار يمكن أن يحققه الإنسان في حياته. إنه شرف لا يدانيه شرف، وقربة لا تعلوها قربة.

هل تعلم أنك بحفظ القرآن تحمل بين جنبيك كلام الله، كلام الخالق العظيم؟
إنه كلام يهدي إلى البر، ويزرع في القلب الطمأنينة والسكينة، ويضيء درب الحياة في أوقات الحيرة والظلام. حفظ القرآن هو تواصل يومي مع كلام الله، يجعلك قريبًا منه، ويملأ حياتك بركة ونورًا.

لماذا تحفظ القرآن؟

  1. لأنك تصنع مجدك الأبدي:
    إن الله يرفع بهذا الكتاب أقوامًا ويضع آخرين. فمن أقبل على كتاب الله حفظًا وتلاوةً وعملًا، رفعه الله في الدنيا وأعلى منزلته في الآخرة. يوم القيامة، يُقال لحافظ القرآن: “اقرأ وارتقِ ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها”.
  2. لأنك تسير على درب النبيين والصالحين:
    كان القرآن منهج النبي محمد ﷺ، وهو ميراث الأمة الذي تركه لنا. بحفظك للقرآن، تكون ممن يحمل راية الإسلام بقلب ثابت وبصيرة نافذة.
  3. لأنك تصنع جيلًا قويًا متماسكًا:
    إن الأجيال التي تحفظ كتاب الله هي أجيال النصر والتمكين. كيف لا، وهي تتربى على أخلاق القرآن وتستقي من منابعه الطاهرة؟
  4. لأن القرآن يحميك في الدنيا والآخرة:
    “القرآن شافع مشفع، وماحل مصدق، من جعله أمامه قاده إلى الجنة، ومن جعله خلفه ساقه إلى النار”.

كيف تبدأ رحلتك مع القرآن؟

  1. اجعل النية خالصة لله:
    احفظ القرآن لأجل رضا الله وحده، وتأكد أن الله سيعينك ويوفقك.
  2. ابدأ بخطوة صغيرة، لكنها ثابتة:
    لا تستهِن بحفظ آية أو آيتين يوميًا. البداية البسيطة خير من التردد والانتظار.
  3. خصص وقتًا يوميًا للقرآن:
    اجعل وقتك مع القرآن مقدسًا، لا يتعارض مع أي التزامات أخرى.
  4. استعن بالله ثم بأهل القرآن:
    انضم إلى حلقة تعليمية، أو تعلم مع شيخ مجاز، لتكون رحلتك أسهل وأكثر انتظامًا.

كلمة أخيرة:

أيها المسلم، لا تترك هذا الكنز العظيم يضيع من بين يديك. اجعل القرآن رفيقك ودليلك في هذه الحياة. إن الحياة قصيرة، لكن بركة القرآن تجعلها مليئة بالخير والإنجاز.

قم الآن وابدأ رحلتك مع القرآن. اجعل لحياتك معنى عظيمًا، واصنع لنفسك مكانة في الدنيا والآخرة، وكن من الذين يقال لهم يوم القيامة: “خيركم من تعلم القرآن وعلمه”.

نسأل الله أن يوفقنا جميعًا لحفظ كتابه الكريم والعمل به.

اترك تعليقاً