دور مجمع الملك فهد في نشر القرآن الكريم

نشر القرآن الكريم ودور مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف

القرآن الكريم هو كتاب الله الخالد، المعجزة التي نزلت على قلب سيدنا محمد ﷺ، نورًا وهدىً ورحمة للبشرية جمعاء. وهو دستور حياة المسلمين، يحفظ عقيدتهم ويزكي نفوسهم، وينير دروبهم بالحق والخير. لذلك، فإن نشر القرآن الكريم وتعليمه يمثل رسالة عظيمة تحملها الأمة الإسلامية في أعناقها، لنشر النور والهداية في أرجاء العالم.

أهمية نشر القرآن الكريم

نشر القرآن الكريم ليس مجرد مهمة دينية، بل هو رسالة حضارية تسهم في تعزيز القيم الإسلامية السامية، وترسيخ معاني السلام والمحبة بين البشر. فبتلاوة القرآن وتدبره، يتعرف المسلمون وغير المسلمين على القيم العليا التي يدعو إليها الإسلام، مثل العدل، الرحمة، الأخوة، والتسامح.

ويكمن التحدي الأكبر في توفير المصحف الشريف بجودة عالية وبتفسيرات صحيحة، وبأكبر عدد ممكن من اللغات، ليصل إلى كل مسلم، سواء في قلب العالم الإسلامي أو في أقاصي الأرض، ممن لا يتحدثون اللغة العربية.

دور مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف

على مدى عقود، كان مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في المدينة المنورة صرحًا عالميًا فريدًا ومركزًا رئيسيًا في خدمة القرآن الكريم. أُنشئ المجمع في عام 1984م بمبادرة من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز رحمه الله، ليكون مرجعًا عالميًا في طباعة المصحف الشريف ونشره.

إسهامات مجمع الملك فهد

  1. طباعة المصحف الشريف بمختلف الروايات:
    يوفر المجمع المصاحف بالروايات المتواترة مثل حفص عن عاصم، ورش عن نافع، وقالون عن نافع، وغيرها، لتلبية احتياجات المسلمين في مختلف أنحاء العالم.
  2. ترجمات معاني القرآن الكريم:
    أدرك المجمع أهمية إيصال معاني القرآن إلى المسلمين وغير المسلمين بلغاتهم الأم، فعمل على ترجمة معاني القرآن إلى أكثر من 76 لغة، تشمل اللغات العالمية والمحلية، لتصل رسالة القرآن لكل القلوب.
  3. التوزيع المجاني للمصاحف:
    يقوم المجمع بطباعة ملايين النسخ من المصحف الشريف وتوزيعها مجانًا على المساجد والمؤسسات الإسلامية حول العالم، وخاصة في المناطق النائية والفقيرة.
  4. الرقمنة والتقنيات الحديثة:
    مع تطور التكنولوجيا، أطلق المجمع تطبيقات إلكترونية ومصاحف رقمية، بالإضافة إلى توفير المصحف الشريف بصيغة إلكترونية عبر الإنترنت، مما يسهل الوصول إليه في كل مكان وزمان.
  5. الأبحاث والدراسات القرآنية:
    يولي المجمع اهتمامًا كبيرًا بإجراء الأبحاث المتعلقة بخدمة القرآن الكريم، مثل ضبط النص القرآني، ومراجعة الأخطاء المطبعية، وتطوير طرق الطباعة.

التأثير العالمي للمجمع

بفضل جهود مجمع الملك فهد، أصبح المصحف الشريف متاحًا في أيدي ملايين المسلمين حول العالم، مما أسهم في زيادة الارتباط بالقرآن الكريم وتعميق فهمه. كما عزز المجمع رسالة الإسلام السامية، وجعل القرآن الكريم أكثر قربًا من المسلمين في كل بقاع الأرض.

رسالة وأمانة

إن نشر القرآن الكريم ليس مسؤولية المؤسسات فقط، بل هو واجب يقع على عاتق كل مسلم، سواء بالدعوة إلى قراءته، أو بتوفير المصاحف، أو بتعليم الآخرين كيفية قراءته وفهمه.

خاتمة

مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف يُعَدُّ منارة مضيئة في تاريخ الأمة الإسلامية، ودوره العظيم في نشر القرآن الكريم هو تجسيد حي لاهتمام المملكة العربية السعودية بخدمة كتاب الله وخدمة المسلمين في جميع أنحاء العالم.

نسأل الله أن يجزي القائمين على هذا العمل العظيم خير الجزاء، وأن يبارك في جهودهم لنشر نور القرآن وهدايته بين البشر.

اترك تعليقاً